حوار مع الباحث والكاتب : الشيخ حمود بن حمد بن محمد بن جويد الغيلاني

 حمد بن صالح العلوي 8 أغسطس, 2010

حوار مع الباحث والكاتب  : الشيخ حمود بن حمد بن محمد بن جويد الغيلاني

حمود الغيلاني : … تجولت في جزيرة “زنجبار “بكل أنحائها واطلعت على وثائقها , وزاد من فخري ما تركه العمانيون من أثر حضاري وعمراني في الجزيرة ..
عمان غنية بتراثها الثقافي , وتوثيقه اليوم سيكون رصيدا كبيرا للمستقبل .

حاوره : حمد بن صالح العلوي
حقيقة الأمر بأنني استوقفتني الكلمات الآتية

(إلى كل من نقش أسطراً من ذهب على صفحات مياه المحيط الهندي بحاره وخلجانه أهديكم هذا العمل”سلطان”)
من هذه العبارة وما فيها من كلمات، قلت في نفسي وراء هذا العمل شيء عظيم ،ولابد من ترتيب موعد مع صاحبها فكان لقائي مع الباحث والكاتب الشيخ حمود بن حمد بن محمد الغيلاني
من مدينة صور العمانية
من مؤلفاته:
التاريخ الملاحي وصناعة السفن في مدينة صور العمانية
كتاب بعنوان ” ولاية صور”
رواية ” جوهرة صور ”
رواية ” المكري ”
مجموعة من القصص التراثية
(يلال بو كبيش، جوهرة صور وغيرها ”
نشر بحثا بعنوان
“براءة العرب و المسلمين من حرق مكتبة الإسكندرية ” ..

قصة “سلطان “..
“سلطان” قصة تنقلنا إلى زمن بعيد , الزمن الذي عاش فيه آبائنا وأجدادنا أيام السفر و الترحال.. فحياة أهل صور المدينة العمانية الذي عشق أهلها البحر وجابوه شرقا وغربا بحثا عن الرزق وحبا للمغامرة ونشر تعاليم الإسلام..,تتناول قصة “سلطان “عن أهل صور قديما كانوا كسائر المدن العمانية محبين للخير زائرين للأرحام والأحباب يقدرون الزائر والمقيم..قصة “سلطان “تشدك إلى أخلاق العمانيين الأولين الذين ذاقوا مرارة الحياة وقسوتها وصعوبة معيشتها فقابلوا هذه الحياة بالصبر والجلد وقوة الإرادة …صمدوا بإيمانهم بالله تعالى بأنه ناصرهم وموصلهم إلى أرض الأمان.
أ: حمود الغيلاني شوقتنا بالقصة فاحكيها لنا ؟
قصة سلطان باختصار ، تتناول حكاية طفل لم يتجاوز الخامسة عشرة سنة, من أبناء مدينة صور العمانية , تسرد لنا أسلوب الحياة الاجتماعية في عُمان في بداية القرن العشرين الميلادي , وأنشطة العمانيين الاقتصادية المتعددة , والتي منها , الملاحة الفلكية والتجارة البحرية , يشب سلطان على سماع حكايات أهله وجيرانه من أبناء مدينته أثناء أسفارهم , فتغرس في نفسه حب السفر واجتياز المجهول , وفي نفس الوقت الاقتداء بآبائه وأجداده من نواخذة البحر , فيصر على تعلم فن قيادة السفن والإبحار بها , إضافة رغبته في البحث عن والده ومساعدته , بعد أن وصلت إليهم أخبار غرق سفينته في بحر بوكين الهائج بأمواجه ورياحه الشديدة .
يبحر سلطان برفقة أحد نواخذة البحر من مدينته صور متجها إلى زنجبار , فتغرق السفينة , فيلجأ من فيها إلى جزيرة نائية , ويحزن سلطان على فقدان صديقه الذي مات غرقا , وتستمر المأساة حيث ينفد ما لديهم من ماء وغذاء , وفي تلك الأثناء تمر بهم سفينة عمانية من صور , فتقلهم إلى زنجبار , وفي أول محطة لها ترسو في مقديشو بالصومال , وهناك تبدأ علاقة استمرت سنينا بعد ذلك مع صديقه الصومالي ( جامع ) , ليصل بعدها إلى زنجبار , حيث يبدأ البحث عن والده , فيجده , ويبدأ سلطان في مساعدة والده في بناء سفينة جديدة أحضر لها والده صنّاع السفن من صور , كما تبدأ علاقته مع صديقه الزنجباري ( مكامي ) .
من أين تعلم أبناء صور العلوم البحرية؟
اكتسب العمانيين من أبناء ولاية صور العلوم البحرية منذ قديم الزمن , فارتباطهم بالبحر عشق خاص , فاكتسبوا الخبرات اللازمة للتعامل مع البحر , ووثقوا خبراتهم في كثير من كتبهم ذات العلاقة بعلوم الملاحة الفلكية , من هنا فإن العلوم البحرية التي يتعلمها الفتيان من أساتذتهم ومعلميهم من النواخذة , تحتاج إلى صفات عديدة لا بد أن يتحلى بها نوخذا المستقبل , كالفطنة والذكاء ودقة الملاحظة والدقة في الحسابات الرياضية والفلكية , إضافة إلى كل ذلك الجَلَد والصبر وسرعة اتخاذ القرار , لكل تلك الأسباب نجح العمانيون في تعاملهم مع البحر .
ما الهدف من كتابة قصة “سلطان ” ؟
الهدف من كتابة القصة : الكثير من الشباب في العصر الحاضر , عصر الرخاء والرقي التي تعيشها عمان في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله – لم يتعرفوا على ثقافة الحياة المجتمعية القديمة التي كان يعيشها العمانيون , فكان لابد من توثيق هذا الجانب الثقافي الهام .
عرض التاريخ بأسلوب أدبي شيق.
كم عدد صفحات القصة ؟
عدد صفحاتها ( 130 ) صفحة وهو عدد مناسب للفتيان لحملها في ترحالهم وقراءاتها سوف يكون رافدا مهما لتعريف هؤلاء الناشئة بتاريخ وطنهم .
أين ومتى تم كتابة قصة “سلطان “؟
كتبت القصة في أثناء رحلتي إلى” زنجبار “في شهر أغسطس عام 2008 م .
ماذا عرفت عن أهل “زنجبار “؟
أثناء تجوالي لمست العلاقة الحميمة بين العمانيين وأبناء زنجبار , و ما يكنه الزنجباريون لعمان وأهل عمان من محبة وإعجاب .
ماذا وجدت ؟
تجولت في الجزيرة بكل أنحائها واطلعت على وثائقها , وزاد من فخري ما تركه العمانيون من أثر حضاري وعمراني في الجزيرة .
وعلى أثر ذلك كتبت قصة “سلطان ” أليس كذلك ؟
نعم بكل تأكيد , كتبتها هناك في زنجبار خلال أسبوع واحد ولله الحمد.
مانصيحتك للناشئة الذين يعيشون في رغد العيش وبسط في العلم في دار الثقافة والعلم ؟
نصيحتي للشباب القادر على الكتابة , ان يبحث في ثقافة كل قرية ومدينة ويحاول توثيق ذلك من خلال الكتب المتخصصة او الروايات , وخاصة الروايات التاريخية , فعمان غنية بتراثها الثقافي , وتوثيقه اليوم سيكون رصيدا كبيرا للمستقبل .
هل من إصدارات جديدة ؟
في طور إعداد كتاب بعنوان” الأثر الثقافي والسلوكي للفنون العمانية التقليدية المغناة على مجتمع ولاية صور” وكتابا آخر بعنوان” الملاحة الفكية في مدينة صور وأثرها على اللهجة الصورية ” , وكتابا عن ” النشاط الاقتصادي البحري العماني مع شرق إفريقيا , وكتابا مصورا عن السفينة الشراعية العمانية وأجهزتها وأدواتها الملاحية .
الشيخ :حمود بن حمد الغيلاني ..
شكرا لك ولنا لقاء آخر إن شاء الله .

الشكر لكم ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *